الثلاثاء، 27 يناير 2009

المرأة و المجتمع

المرأة و المجتمع

خلق الله تعالى البشرية وجعلهم ذكرا وأنثى ، وخص كل جنس منهما بصفات وخصائص تميزه , وطبيعة تختلف عن الأخرى ، والمرأة هي عنصر اساسى في المجتمع كما هو الرجل فكل منهما يكمل الاخر ولا غنى عنه ، فهى تمثل نصف المجتمع ولها دور في بناءه و تشكيله .
ولكن إن نظرنا عبر التاريخ سنجد أن المرأة كانت ثانوية في دورها فهي العاملة من وراء الكواليس ، وقد عزى البعض ذلك إلى طبيعتها الضعيفة والعاطفية التي حالت دون بروزها في مراكز رياديه قياديه و مؤثرة في المجتمع فليس لها القدرة على الرئاسة المطلقة فعاطفتها ستحول دون ذلك ، ومن وجهة نظري أن هذا صحيح إلى حد كبير فالمرأة كانت تلعب غالبا دور المساند ، ولكن كان ذلك بناءا على المجتمع الذي أراد لها ذلك ، فقد عاشت المرأة في ظل مجتمع ذكوري يرى أن المرأة مكانها هو البيت ، وأنها لا تصلح لتولى المناصب العليا وان تكون في الصدارة ، هذا بالاضافه إلى الصورة التقليدية المسيطرة على المجتمع بالنسبة للمهن التي يجب أن تزاولها المرأة .

المرأة لها نفسيتها وسيكولوجيتها المميزة ، ولديها أيضا القدرة الكاملة على التفكير الصحيح والمنتج ، وتحمل أعباء القيادة والإدارة ، فطبيعتها لا يمكن أن يقال عنها اندفاعية أو ضعيفة ، بل إنها جبلت على الصبر والتحمل والهدوء وذلك حتى تتمكن من التعامل مع النفسيات المتعددة التي تتعامل معها في منزلها ، وأيضا ما تتميز به المرأة من حنان و طيبه إنما هو في إطار تعاملها مع أبناءها ، حيث يجب التوازن في تربيتهم ، فالرجل في حزمه وشدته مع أبناءة يتطلب أن يكون في الطرف الأخر نوع من الحنان والتسامح ، وهذا لا يعنى أنها ستكون كذلك في الخارج أيضا .
إن إدارة المرأة لمنزلها بكل حكمه وذكاء ، وتعامها مع أفراد أسرتها بكل روى وعدل ، وتخطيطها الصحيح لمستقبل هذا المجتمع الصغير ، وتنظيمها لميزانيه الأسرة ووضعه الاقتصادي ، خير دليل على قدرتها الذهنية والنفسية على القيادة و التحكم .

إن المجتمع قد رسم للمرأة طريقا واحد حكرها فيه ومنعها منعا باتا الخروج عن حدوده ، واعتبر خروجها عنه تعد للقوانين ، وفى ظل هذا الرسم ظلت المرأة محبوسة في بيتها وفى إطارها الخاص ، كابتة مواهبها في نفسها أو باعثة بأفكارها للرجال ، ليصلوا هم على أكتافها للنجاح والبروز ، متحججين بذلك أن مكانها الاساسى في بيتها ، وان مسؤوليتها في البيت يستدعى تواجدها فيه وإلا هدم أساس الأسرة ، ولكن هل هي حجه لهم أم عليهم ، إن الأسرة مكونه من أب وأم وأبناء ، والمشاركة أساسية بينهم ، فكما أن للمرأة دورها داخل الأسرة فان للرجل كذلك ، فلا يجب أن تلقى كافة المسؤوليات على عاتق الام ولكن الأدوار يجب أن توزع عليهما ، فالرجل عليه أن يتحمل جزء من مسؤولية الأسرة ، وهنا تظهر لنا أسرة كلينتون لتعطى لنا هذا النموذج من الأسر ، فبالتعاون بين الزوجين استطاع أن يصل بيل كلينتون إلى رئاسة ألدوله وكذلك زوجته هيلرى كلينتون تنافست على رئاسة ألدوله ، واستطاعت أن تتولى منصب قيادي كبير في أمريكا .
ومما نراه في الواقع أن المرأة قد طبعت نفسها على فكرة كونها هي الأضعف وأنها لا تصلح أن تقود غيرها ، وان هذه الأمور القيادية ليست من مسؤولياتها ، فاغلب سوداء المجتمع من النساء دون الرجال مقتنع تماما بذلك ، فهذه الفتاة أو المرأة تربت منذ صغرها على اهتمامات محددة ، وربطت نفسها بأفكار مجتمعها التي أخذتها وكأنها مطلقات ، فنحن نرى مثلا في مجتمعنا الخليجي أن أكثرية الفتيات بمجرد تخرجهن من المدرسة يتجهن إلى كليه التربية وحتى أن درسن في كليات أخرى فعند دخولهن مجال العمل يفضلن أن يكن مدرسات .
أن المرأة حين تحصل على فرصتها نرى أنها تستطيع أن تبرز وتنجز وتتحمل مسؤولية القيادة بكل ذكاء وحكمه فما من عائق يعيقها فنحن نرى في التاريخ وان كانوا قله قليله أن بعض النساء استطعن أن يصلن إلى الحكم والسلطة ، ففي الإطار البعيد نرى مملكه سبأ وهى من الحضارات العظيمة في زمانها كانت تحكمها امرأة وهى الملكة بلقيس وكان قد عرف عنها فطنتها وحسن تدبيرها ، ولقد ذكرها الله تعالى في القران الكريم ، في قوله تعالى : " انى رأيت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم " .
لقد ظلمت المرأة خلال التاريخ وفى كل المجتمعات ، حتى أدنى حقوقها سلبت منها وهى حق الحياة وحق العيش الكريم ، شاهدنا في العصر الجاهلي كيف سادت فكرة واد البنات حيث كان الرجال يخجلون من أن يرزقوا بالبنت ، قال تعالى " و اذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم " ، وكذلك كرامتها حيث كانت المرأة مجرد سلعه يستمتع بها الرجال لدرجه أنهم جعلوها تورث ، فكان الابن إذا مات أبوة ورث زوجة أبيه ، كل هذه الأفكار و المعاملات أثرت في المرأة وفى ثقتها بنفسها وحتما حالت دون بلوغها ما بلغه الرجال .
القيادة في مفهومها العام هو تولى فرد رئاسة مجموعه من الأفراد بالتراضي بينهم على قبوله قائد وممثل لهم ، والمرأة تحت هذا المفهوم ليست ببعيدة عن القيادة فليس في نفسيتها ولا عقلها ما يمنعها من أن تتولى القيادة ، ولكن على المجتمع أن يتطور ليتقبل المرأة جزء مهم وفعال فيه في كل ميادينه .

الأربعاء، 3 ديسمبر 2008

قضيه الحجاب


قضيه الحجاب

مع حصول المرأة على حقوقها السياسية كاملة فى الانتخاب والترشيح ، وممارستها لهذه الحقوق خلال دورتين انتخابيتين متتاليتين ، نجد انها استطاعت ان تدخل مجال التوزير ، حيث حصلت على اكثر من حقيبه وزارية فى الدولة ، وكانت أول وزيرة هى الدكتورة معصومة المبارك حتى اخر وزيرتين هما نوريه الصبيح وموضى الحمود .
ومع دخول هاتين الوزيرتين اللتان تمثلان أولا وأخيرا شعبهما وهذا المجتمع الكويتى المسلم ، أثير فى الفترة الأخير قضيه حجابهما , وضرورة الالتزام بقوانين الدولة التى تنص على الالتزام بالضوابط الشرعية .
الحجاب هو الرمز الاسلامى الذى يمثل اى مجتمع مسلم وعربي ، وهى الصورة البارزة التى تميزنا عن غيرنا من المجتمعات ، وعلى اى ممثل لهذا المجتمع احترام قوانينه .
ان القانون حقوق المرأة احتوى على ضرورة الالتزام بالضابط الشرعي ، وان كان القانون قد جاء بصيغه غير محددة فان أهم ضابط شرعي بالنسبة لدوله مسلمه هو الحجاب ، الذى هو فرض على كل مسلمه ، وفرضيته امر اجمع عليه كبار علماء المسلمين وفقهائهم على مر الزمان ، بادله من القران والسنة ، وهذه هى أهم مصادر التشريع فى الإسلام . وبذلك فان لم ننظر الى هذا الأمر من منظور ديني فان على الوزيرتين من باب أولى الالتزام بقوانين الدولة التى أقسمتا على صيانتها .
وقد دعا الكثير الى أن هذه القضية هي قضيه شخصيه فللوزيرتين حريتها فى أن يتحجبا أو لا يتحجبا وهو أمر راجع الى قناعاتهما ، وذلك حق فليس على احد إرغام احد على شى ما ، وذلك إن كانت تمثل هذه المراه نفسها وحسب ، ولكن اذا تعدى الأمر الى أن تمثل شعبا بأكمله ودوله اتخذت من الإسلام أساسا للتشريع ، فان عليها الالتزام بواجباتها اتجاه هذا البلد وهذا الشعب الذى أعطاها مسئوليه يجب احترامها .
إن احترامنا لحرية الآخرين يقتضى بموجبه واجبات ومسئوليات ، فممارستنا لحريتنا يجب ان تكون فى اطار عدم التعدي على حريات الآخرين ، إن المرأة أو الرجل تحت قبة هذا البرلمان عليه أن يراعى الجميع و يحترم بعضهم بعضا ويحترم قانون دولته ، فهو يصبح ملكا للشعب الذى اختاره ، فمثلما على الرجل الالتزام باللباس الشرعي لإعطاء الصورة الصحيحة لبلده فان على المرأة أيضا أن تلتزم بلبسها الشرعي الذى يتمثل بلبس الحجاب.
واللجنة التشريعية التى رأت ان توزير الوزيرتين انما هو مخالف للقوانين ، فان اعضاء هذه اللجنة انما هم النواب الذين اختارهم الشعب بإرادته وحسب رغبته ، وهم يمثلون هذا الشعب ، وهنا تظهر ضرورة احترام رغبات الشعب ، فالكويت كبلد مسلم وعربى ، نجد ان اغلبية نساءه من المحجبات ، وكون هاتين الوزيرتين هما الممثلتان لهذا الشعب ، فان عليهما ان يمثلاه ويمثلا هذا البلد فى الخارج بالشكل الصحيح ، وذلك ما نراه فى بلد قريبه منا فاليمن كدولة مسلمه وعربيه نرى نوابه من النساء يلتزمن باللباش الشرعى ولبس الحجاب ، وهذا يعطى صورة رائعه للبلد فى الخارج وفى الدول الاجنبيه .
أما موضوع الذى يقول ان المجلس من باب اولى له ان يناقش مواضيع اكثر اهميه وضرورية للبلد فهذا امر لا شك فيه فان من مسئوليه كل نائب ان يهتم بأمور الاقتصاد والتطور وغيرها ، ولكن مناقشه مثل هذا لن يعطل المجلس ، فهو امر تدرسه لجنه مختصه كمان ان لكل موضوع لجنه مختصه به .
ان مصلحه الوطن هو الامر الذى على الجميع ان يسعى لتحقيقه ، واعطاء الصورة الصحيحه لهذا البلد بالتمسك بتراثه وعاداته ودينه وتاريخه
.

الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

تأخر المرأة الكويتيه عن الحياة السياسيه

السياسه هى جزء من حياتنا اليوميه التى نعيشها ، فهى تدخل فى امور حياتنا رضينا ام أبينا . والسياسه هى العصاه التى تتحكم بها الحكومه والمجلس التشريعى او البرلمان .. و العروف لدى العامه او الاغلبيه من الناس فى مجتمعنا الكويتى انها للرجال دون النساء . وهى حق لهم لا نقاش فيه وذلك فى ظل المجتمع الذكورى والعادات والتقاليد السائدة .
ولكن مع الوعى السياسى وانتشار العلم ووصول المراة لساحات العمل وما قدمته من انجازات مهمه ، بدات هذه الفكرة تتلاشى , لتطالب المرأه بحقها السياسى فى الترشيح والانتخاب , فهى من حقها ان تختار من يدافع عن حقوقها ويعبر عن افكارها , وايضا من حقها بان تعبر عن نفسها وعن هموم المرأة ومشاكلها.
وهنا كان الصدام حيث تمسك البعض بضرورة حصول المراة على مقعدها فى قبه البرلمان ، فى حين تمسك الطرف الاخر بالشرع حيث راى ان فى ذلك خروجا عن الشريعه الاسلاميه التى تحكم الدستور الكويتى ..
ولكن مع حصول المراة على حقوقها السياسيه ، واينا ماكان حكم الشرع ، فقد حصلت المرأه على هذا الحق الذى طالبت به وناضلت من اجله كثير . وهنا يبرز دور المرأه السياسي . هل استعدت لهذه المسؤليه التى اوجبت عليها ؟..
نرى ومع حصول المرأة فى الكويت على كامل حقوقها السياسيه انها مازالت متأخرة فى وصولها الى البرلمان ، فمع مرور دورتين للانتخابات ، لا انها فشلت فى الفوز والوصول الى مرادها .
وقد تكاثرت الاسباب وتبريرات لهذا التاخر ، فكلا برر من وجهة نظره ، فقد قال البعض ان الغيرة لدى النساء حالت دون ذلك فمع ان المراه تمثل اكثر من نصف المجتمع الكويتى ، الا انها لا يمكن تصوت لامراه اخرى . وقد ورد من الاسباب ايضا هو سيطرة العادات والتقاليد التى ما زالت غير مقتنعه بهذا الامر ، وان بعض الازواج فرض على زوجاته بان لا تصوت للمراة , وان تختار من يختاره هو لها . وان لا اتنكر لهذة الاسباب فقد يكون منها الصحيح ، ولكن هل من الممكن اذا وجد الاعداد الجيد والرؤيه الواضحه ان تأثر مثل هذة الاسباب على دخول المراه للبرلمان ..
نحن نرى ان كثير من المرشحات خرجن مستقلات, من دون ان ينتمين الى حزب او ائتلاف يمثل افكارهن ، ويجذب مؤيدى هذة الاحزاب اليهن . كما اننا لم نرى ذلك الطرح المميز الا لدى القله ، وهدف يميزهن قد يجذب اغلبيه المجتمع اليه ، كما ان اغلبيه المرشحات ابتعدن عن الضابط الشرعى والقيم الاسلاميه التى تمثل المجتمع الكويتى ، فلم نرى الا بعض المرشحات اللاتى التزمن باللباس الشرعى ، وهذا لا يعنى بان المنظر هو الاهم ولكنه نقطه مهمه بالنسه لمجتمع خليجى مسلم . فلو اخذنا فى وجه المقارنه فاننا نرى ان دوله مثل اليمن تمثل مجتمع مسلم وعربى ، نرى ان المراه قد وصلت الى البرلمان ولها دورها الفعال ، ولكنها ظلت محافظه الى حجابها الذى يمثلها ويمثل هذا البلد بالشكل الصحيح .
البرلمان اليوم ينتظر وصول المراه اليه لتمارس حقها السياسى . وذلك من خلال ممارسه الشعب لحقه الديمقراطى فى اختيار من تمثله وتمثل هذا الوطن بشكل صادق ، وتعطى عطاء مثمر يودى الى رقى المجتمع .